Admin Admin
المساهمات : 127 تاريخ التسجيل : 20/05/2008 العمر : 34
| موضوع: قد عثر على هُويته في السماء الخميس مايو 22, 2008 4:27 pm | |
| تلاحق الغيوم البيضاء في السماء بعضها بعضا " كما قلنا في النص السابق" تتلاصق وتتداخل ,لتتشكل في هيآت مختلفة ,طيور ووحوش ودواب وأشياء أخرى كثيرة .. رأى ,المسكين, من بينها فرسا غريبة قوائمها سوداء وأجنحتها فضيَّة تومئ له بعينيها العسليتين .. فتسلق لها عودا من الأعواد حتى إذا صار على قمته إذا بها تطير هابطة إليه ليقفز على ظهرها فترتقي به عاليا في الفضاء ,حتى إذا أوغلا في الأعالي وانتابه الخوف ,لوت عنقها نحوه تنظر إليه كأنما هي قد استشعرت خوفه ,ثم هزّت رأسها وفردت جناحيها وأرخَت قوائمها استعدادا للهبوط ................ وجد نفسه يدخل ,مع جماعة من الأيتام, إلى باحة بساطها عشب أخضر ,يستقبلهم ,في ركنٍ منها , شخصٌ ما لا يمكن تصنيفه بين الرجال أو النساء اسمه "إمكان"رأى كل واحد منهم فيه الحضن الذي ضاع منه او فقده في الأرض .. هذا يبدفع نحوه مناديا " أبي أبي" وذاك يناديه "أُمي اُمي" .. وإذا بهم ,جميعا, أشقاء متحابون في حضن" إمكان" يغمرهم بحب وحنان لم يعهدهما أحد من قبل أبداً , كما ليس بوسع أحد غيره ,من بعد, أنيمنحهم نفس النسبة من الحب والحنان.................. سمع الفرس تناديه .....لكنه تجاهل نداءها راغبا بالبقاء هنا بعيدا عن الأرض.... لكن شيخا جليلا أقبل ,فجأة, من جهة مجهولة , وقبض على ذراعه برفق ومضى به نحو البوابة .. ثم قال له........ إسمعني جيدا يابشارة .......... أنا بشارة ياجَدّي ؟!!!! هل هذا هو اسمي؟!!!!! بلى .. هذا هو اسمك ياولدي إذن لماذا يدعونني ,في البلدة, ابن المنحوسة؟! لأنهم لا يعقلون ياولدي.. وما اسم امي ياجدي؟..أم هي المنحوسة حقا؟!! كلا ..فإن اسمها" الضُحى" فتمسك باسمك هذا واعلنه لكل الناس .. لكن ياجدي البقاء هنا ,في حضن إمكان, هو أفضل لي .. إنك لا تستطيع ذلك يابشارة لم ياجدّي؟ لأن لك جسدا تتصل جذوره بالأرض.. فمهما عَلَوتَ وارتفعت فإنك مضطر ,لكي تحيا, أن تبحث فيها عن غذاءٍ لجسدك ....... لكني أُحب إمكان ياجدي .. يا بشارة ياولدي لم يعد لديَّ وفت أقضيه في الحديث معك .. وأنصحك للمرة الأخيرة ...لن يغنيك البقاء, يا أحمد ويافلسطين ويا كل الكُتَّاب, في الباحة الغيبية .. لن يغنيكم البقاء في هذه الباحة عن ضرورة البحث ,في الارض, عن باحة أخرى ,واقعية, وإنسانية تجدون فيها أشكالا عديدة ومتنوعة من الحب والحنان .. كما تستطيعون ,أنتم وأمثالكم من أصحاب التأمل والقلم, أن تعثروا في أرضكم عن " إمكان" يجمعكم حوله لو عرفتم كيف تتحاورون .................................. ركض المسكين نحو فرسه فإذا بها قد تبعثرت في الفضاء وعادت غيمة مثل كل الغيوم .. فالتفت إلى جَدّه طالبا النجدة فدفعه الاخير بعصاه في خاصرته .. شعر بألم ..تحسس خاصرته .. لينتزع شظية مدببة من البوص تخزه في ذلك الموضع ..................... بقدر ما أحب البوص سياجا يحميه .. ونايا يشجيه ..بقدر ما كرهه أيضا لانه أيقظه من الغيب وعاد به إلى البلدة .. لكنه في كل الأحوال قد اطمأن لهويته الجديدة وسوف يذيعها لكل الناس كما طلب منه جدّه الذي في السماء " واظنه سينهض من جديد , بهويته الحقيقية, قويا معافى كأنما السماء قد أمدّته بطاقه روحية جديدة ...... أخي الحبيب فلسطين .. تحياتي | |
|