Admin Admin
المساهمات : 127 تاريخ التسجيل : 20/05/2008 العمر : 34
| موضوع: قصة نزوة شجرة الخميس مايو 22, 2008 4:28 pm | |
| امتطى قدره كما ادعى وشمخ بأنفه متسلقا أجداث أحلامه,وطأ دون اكتراث قيوده الذهبية التي طالما تباهى بها,سأمضي إلى حيث تجدل ضفائر الفرح وتراق النشوة تحت أقدام الشقاة,سأمضي دون كيف ولن أقف حتى احتسي ثمالة الأحلام وليحدث بعد ذلك الطوفان. انتبه إلى تململ ضميره فانتهره صارخا, لم يكن في أي يوم من أيام حياته الماضية على وفاق تام مع ضميره إلا انه أحب رفقته و احترم آرائه وانصاع لنصائحه قدر المستطاع أما الآن فقد بدأ يضيق باعتراضاته السمجة, كان يعلم ان جفاء ضميره لم يحدث صدفة لهذا فقد عمل على إصلاح ذات البين بكل جهد حتى مل ويئس وعلى كل حال فنهاية الود بينهما لن تكون مأساة فهو طالما خاض معاركه منفردا. مضى لا يلوي على شيء إذ تناهى إلى خياله إنها دنت وتدلت فلم الانتظار؟.اخترق تظاهرة لحاملي المظلات فلسعته هتافاتهم لضوء الشمس ولعناتهم لبالعي القمر, فسخر منهم ثم ضحك مليء شدقيه إذ تذكر كم تغنى بجمال الشمس و القمر قبل ان يقذف بمظلته إلى كومة قمامة . بدأ ينوء بأشعة الشمس المتعامدة على هامته فتوقف ليلتقط أنفاسه. لاحت له شجرة منبوذة في أقصى مدى بصره توسد ذراعه في فيئها الفقير وأغمض عينيه, لم يمض على غفوته الكثير وإذا بصوتها يناديه يا ضيف لك علي حقوق لا املك منها إلا ظلي وقصة ان شئت أقصها لك قال نعم حدثيني فحكت الشجرة الشائخة أنها عاشت طويلا سعيدة في واحة غناء تتنشق هواء رائقا مفعما بالسلام وتحت ساقها تمرح قطيرات الغدير مع انعكاسات الضوء المتلألئة تؤنسها زقزقة العصافير ومداعبات الفراشات الملونة الحالمة حتى حل يوم قائض حط فيه غراب غريب على غصن شجرة ساذجة حنون, لم يرق لي الغراب فتصنعه يثير الارتياب إلا انه نجح في إغواء فضولي بحديث عن تربة بكر غنية لم يدنسها جذر ولم يفضح سترها معول, كان الغراب هائما بشمائلها, تحدث عن طيبها وعراقة أرومتها وصفائها حتى لم يدع فضيلة لم ينسبها اليها وبين الفينة والأخرى كان يقول أما مللت خشونة الحصباء وصلادة الحجر؟ ويلك لا تضيع فرصة العمر من يديك, أدن منها ودع جذورك الشقية تلعق تربتها الغناء,كان يعيب إحجامي ويتأسى لبلادتي وشيئا فشيئا تحركت رغباتي وتراخى إعراضي فهويت في هواها. كانت قريبة مني واعرف جل القاطنين في جحورها,كم أثار عجبي احتضانها لأعشاب نامية على سطحها بعبثية ظاهرة لكني لفرط هيامي المفاجئ عميت عن كل شيء,أقبلت يسوقني عشق مجنون لا يرعوي فتمنعت هي بغنج لتسلب رشدي وتغتصب قيادي ولم أزل حتى انزلقت عن تربتي غير عابئ بأوراقي الذابلة وتقطع بعض جذوري,وفي النهاية أسرتني وقذفتني إلى حيث تشاء. وبعد ألوان العذاب قدت قيودي معجزة قاهرة لكن أواني قد مضى فذويت منبوذا يطاردني حنيني لواحتي ورهاب ان أسجى بمواقد الشامتين. حزن لقصة الشجرة حزنا عميقا وما كان لينام لولا التعب الذي هده وقبيل الفجر ماجت السماء واستعرت عاصفة هوجاء فصار يتأرجح بين الأرض والسماء حتى وقع على جذع شجرة ممزقة الأوصال فنجا. | |
|